نشر موقع الجزيرة نت “عن لوتان” | الثلاثاء 8 مارس 2022م
الثامن من مارس/آذار اليوم العالمي للمرأة الذي أقرّ منذ نحو قرن هو في الوقت الحالي تجسيد للقتال الذي يأخذ اليوم لونًا خاصا جدا، حسب ما جاء في افتتاحية صحيفة “لوتان” (Le Temps) السويسرية.
الافتتاحية التي كتبتها آلين جاكوتي بدأتها بالقول “بما أن حرب فلاديمير بوتين العبثية في أوكرانيا قد بدأت لتوها، فإن تاريخ يوم المرأة العالمي يقدم لنا درسًا بارعًا. فبارتباطه الوثيق بروسيا يسلط الثامن من مارس/آذار الحالي الضوء بشكل خاص على الأخبار التي تزعجنا”.
ولفتت الكاتبة إلى أن فكرة تخصيص يوم للنضال النسوي، التي تبنّتها الحركة النسائية الاشتراكية عام 1910، جاءت من الناشطة الثورية الألمانية كلارا زيتكين. وأضافت أن تلك الفكرة سرعان ما تبنّتها النساء في روسيا، حيث يزداد ثقل النظام الأبوي، وحيث كانت النساء رائدات في المطالبة بحقوقهن.
وهكذا، تقول جاكوتي، فإن الماركسية ألكسندرا كولونتاي ستكون أول امرأة في العالم تصبح عضوة في حكومة دولة حديثة، وذلك في عام 1917 في روسيا عندما عُيّنت وزيرة للمساعدة العامة وهو ما أصبح لاحقا يعرف بوزارة الصحة.
وفي أوائل ربيع عام 1917، تُوّجت تعبئة النساء الروسيات بحركة أوسع من الاحتجاجات، إنها ثورة الشعب الروسي كله ضد النظام القيصري الذي كان عاجزا عن تلبية احتياجاته. وكانت حياة العمال بائسة، بخاصة النساء العاملات، وغالبًا ما كان الزواج لا يساعد في الأمور.
وقد أدت الحرب العالمية الأولى إلى زيادة صعوبة الظروف المعيشية، وكتبت صحيفة “لوجورنال دي جنيف” في عام 1917 “لقد انضاف إلى احتجاج النساء اللواتي يطالبن بعودة أزواجهن، الذين غادروا إلى الخطوط الأمامية في حرب لا نهاية لها في الأفق، احتجاج آخر على ندرة الرغيف”.
وتضيف الصحيفة “في أوكرانيا وأماكن أخرى توجد اليوم نساء في الخطوط الأمامية، وكثير منهن يوجدن على طرقات المنفى، كما أن آلاف الأمهات ينتظرن أولادا لن يعودوا أبدًا، وهناك زوجات لن يعرفن شيئًا عن أزواجهن”.
“كل هذا يحدث في أوكرانيا وفي روسيا، ولكن أيضا في أماكن أخرى.. فمن ذا الذي يهتم اليوم بحال نساء اليمن أو نساء سوريا؟” تتساءل الكاتبة، لتختم بالقول إن هذا اليوم العالمي لحقوق المرأة، الذي يوافق الآن تقريبا بداية الحرب في أوكرانيا، هو فرصة لتقديم تحية إجلال للنضال التاريخي لتلك النساء اللائي يكافحن اليوم من أجل البقاء.
المصدر: الجزيرة نت عن “لوتان” نعيد النشر ونحفظ حق الناشر بالإشارة وامكانية الوصول